غضب ترامب من تقارب الصين مع حلفائه المستبدين وتداعيات السياسة الخارجية الأمريكية

الرئيس دونالد ترامب غاضب من تقارب الصين مع أصدقائه من القادة الأقوياء.

انفجر ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء – بتوقيت الولايات المتحدة – بينما كانت لقطات تلفزيونية تُعرض للزعيم الصيني شي جين بينغ وهو يستضيف القادة المستبدين لروسيا وكوريا الشمالية في عرض عسكري مذهل في بكين.

"أرجو أن تبلغوا أحر تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأمريكية،" كتب ترامب في رسالة إلى شي.

منشور "تروث سوشيال" الذي تردد صداه حول العالم يعني شيئًا واحدًا: إذا كان التجمعان الكبيران للقادة المستبدين وخصوم الولايات المتحدة وحلفائها السابقين في الصين هذا الأسبوع يهدفان إلى إهانة شخصية للرئيس الأمريكي، فقد نجحا تمامًا. وقد أكد ذلك عبثية محاولاته لإخضاع "الرجال الأقوياء" الحقيقيين في العالم لسحره بـ"فن الصفقة" وادعاءاته بأن علاقاته الوثيقة المزعومة مع هؤلاء القادة يمكن أن تكون حاسمة.

التقى ترامب ببوتين في ألاسكا الشهر الماضي، لكن ترحيبه الحار على السجادة الحمراء فشل حتى الآن في تحقيق أي تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. تحدى بوتين آمال ترامب بتصعيد الهجمات على المدنيين ويماطل في المحادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي. كما كانت قمم الرئيس الأمريكي في ولايته الأولى مع كيم غير ناجحة بالمثل. يمتلك الزعيم الكوري الشمالي الآن أسلحة نووية أكثر مما كان يمتلكه قبل مشاركته في دبلوماسية ترامب القائمة على التقاط الصور.

استمر هجوم الرئيس اللفظي عبر الإنترنت في الإشارة إلى أن الأمريكيين تكبدوا خسائر فادحة في الصراع ضد عدو مشترك، وهو اليابان الإمبراطورية، التي تم الاحتفال بالذكرى الثمانين لهزيمتها في بكين يوم الأربعاء.

"لقد مات العديد من الأمريكيين في سعي الصين لتحقيق النصر والمجد. آمل أن يتم تكريمهم وتذكرهم بحق لشجاعتهم وتضحياتهم!" كتب ترامب.

يأتي احتفال الصين الكبير في لحظة دولية متوترة حيث تسعى القوة الآسيوية العظمى الجديدة إلى الاستفادة من سياسة ترامب الخارجية المتقلبة، التي حطمت سمعة أمريكا كقوة عظمى موثوقة.

كان غضب ترامب مثيرًا للسخرية، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية في الصين نوعًا من الاستعراضات الاحتفالية التي يحبها.

لكن تجمع القوى المناهضة للغرب في تيانجين وبكين يتجاوز مجرد الاستفزاز. إنه تحذير مبكر بأن سياسات ترامب في ولايته الثانية، القائمة على الإكراه الجمركي، وتنمر القوى الصغرى، والقومية "أمريكا أولاً"، قد تأتي بنتائج عكسية.