مهرجان الهريسة بنابل يحتفي بفن الطهي التونسي ويبرز تراثها الثقافي اللامادي
جاري التحميل...

مهرجان الهريسة بنابل يحتفي بفن الطهي التونسي ويبرز تراثها الثقافي اللامادي

تحتضن مدينة نابل التونسية الدورة الحادية عشرة لمهرجان الهريسة، الصلصة التقليدية الحارة المصنوعة من الفلفل الأحمر والثوم وزيت الزيتون، والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي منذ عام 2022، وذلك في الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر 2025.
يُنظم هذا الحدث، الذي تشرف عليه جمعية صيانة مدينة نابل بدعم من مشروع بامبات التابع للاتحاد الأوروبي، وشركة يونيكو تونس، والسفارة السويسرية بتونس، احتفالاً بهذا المكون الغذائي الرمزي لشبه جزيرة الرأس الطيب. ويهدف المهرجان إلى تعزيز التراث الطهوي التونسي المتمركز حول الهريسة، مع التركيز بشكل خاص على طرق التحضير التقليدية التي توارثتها الأجيال، مما يضمن استمرارية هذا الفن العريق.
يتضمن برنامج المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات الجذابة، بما في ذلك معارض للبيع تتيح للزوار فرصة اكتشاف وشراء منتجات الهريسة المحلية، وعروض طهي حية يقدمها طهاة محترفون لإظهار كيفية استخدام الهريسة في أطباق مبتكرة وتقليدية. كما يشمل البرنامج مؤتمرات متخصصة تناقش أهمية الهريسة الثقافية والاقتصادية، وورش عمل تفاعلية لتعليم الزوار فنون تحضيرها. بالإضافة إلى ذلك، تُقدم عروض فنية متنوعة ومسابقات مخصصة لأفضل الطهاة والمنتجين المحليين، لتشجيع الإبداع والجودة في هذا المجال. ويبرز المهرجان أيضاً إبداعات فنية مستوحاة من الفلفل، المكون الأساسي للهريسة، من إنجاز حرفيين خزفيين من نابل، وهم الفائزون في مسابقة "أرتيتيروار" (Artiterroir)، مما يسلط الضوء على الروابط العميقة بين الحرف اليدوية المحلية والهوية الطهوية للمنطقة.

يأتي هذا الحدث في إطار الاستراتيجية الوطنية لترويج المنتجات المحلية، التي يقودها وزارة الفلاحة بالتعاون مع وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (Apia). ويهدف المهرجان بذلك إلى أن يكون واجهة حية تعكس الخبرة الحرفية التونسية، واحتفالاً ثقافياً وذوقياً بأحد أقوى رموز هويتها الطهوية. إنه فرصة فريدة للزوار لاكتشاف عمق التراث التونسي وتنوعه، وتذوق نكهات الهريسة الأصيلة التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من المائدة التونسية، مما يعزز مكانتها كمنتج محلي ذي قيمة اقتصادية وثقافية عالية ويساهم في التنمية المستدامة للمنطقة.
ل. ب.